Quantcast
Channel: ossama-elkaffash-articles
Viewing all articles
Browse latest Browse all 80

Article 16

$
0
0
الجزء الثاني


مدخل : مرة اخرى يحاول بتراس ان يقدم تحليلا صارما للازمة المالية العالمية يبتعد فيه عن الاخلاقوية و النفساوية ويحاول استكشاف الظروف الموضوعية التي ادت اليها عبر تحليل الازمة البنيوية والخلل الهيكلي في النظام الرأسمالي ذاته.وهذا يعني استخدام مؤشرات اقتصادية ومالية للتدليل على كون الرأسمالية تحمل في طياتها بذور انهيارها و الكامنة اساسا في فوضى الرأسمال و عدم تطور علاقات الانتاج بنفس سرعة تطور قوى الانتاج.
و الواقع انني اعتقد ان عودة احتدام الحرب الباردة في نهاية السبعينات و التي شهدت انهيارا مؤثرا للنظم الشمولية في اوروبا الشرقية مع نهاية الثمانينات، قد مهدت ايضا لحدوث انهيار في النظم الرأسمالية الغربية و ما اجل هذا الا حرب الكويت التي شنتها الولايات المتحدة بغرض اساسي هو استنفاذ القوى التنافسية الموجودة في العالم الرأسمالي وهي تحديدا المانيا و اليابان وهو ما حدث عبر تحميل الدولتين و معهما دول الخليج تكلفة الحرب المالية الباهظة و تحميل المصريين والسوريين تكلفة الحرب البشرية مقابل بعض الفتات. في المقابل كانت الحروب الامبريالية التي خاضتها الولايات المتحدة وماتزال بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير الذي كان ينوء من حمل التطور المفرط في الرأسمال المالي كما اوضح بتراس في الجزء الاول

اسامة
الكساد العالمي :تحليل طبقي
لا تنفع المؤشر ات الاقتصادية المجمعة او الكبرى و الدالة على صعود وانهيار النظام الرأسمالي العالمي كثيرا في مساعدتنا على فهم اسباب و دوافع و آثار الكساد العالمي. في افضل الاحوال تصف هذه المؤشرات الانهيار الاقتصادي وفي اسوء احوالها تؤدي الى تعتيم صورة الطبقات الاجتماعية الحاكمة و دورها الحاسم في التطور التاريخي بكل تعقيداتها و تحولاتها وشبكاتها و التي تؤدي الى التوسع ثم الانهيار و ايضا دور الاجور و الطبقات العاملة المأجورة التي انتجت الثروة التي مونت التوسع و عليها الآن ان تدفع تكلفة الانهيار العظيم.(1) وهو الامر الذي سنحاول استكشافه فيما يلي
من البديهيات المعروفة جيدا ان اولئك الذين تسببوا في الازمة هم اكبر المنتفعين بالخدمات الحكومية(2).الملاحظة البسيطة والخام هي ان الطبقات الحاكمة هي التي صنعت الازمةو الطبقات العاملة هي التي تدفع الثمن وهي ملاحظة ثاقبة و اقل ما يقال عنها انها تجعلنا نقدر اهمية التحليل الطبقي في فهم الواقع الاجتماعي الكامن خلف الارقام الاقتصادية والمالية الغفل. فبعد الكساد الذي شهدته بداية السبعينات(3) استطاعت الطبقة الرأسمالية الصناعية الغربية ان توفر التمويل اللازم لبدء فترة نمو عميق و متسع شمل العالم باكمله. وانتعشت الطبقات الرأسمالية في المانيا و اليابان وجنوب شرقي آسيا و تنافست مع نظيرتها الامريكية و تعاونت معها في آن
شهدت تلك الفترة انخفاضا متزايدا بشكل نسبي و مطلق ايضا في قدرات الطبقة العاملة على كل الاصعدة والمستويات الاقتصادية والسياسية و التنظيمية(4) . فمثلا ادت التطورات التقنية التي شهدتها العقود الاخيرة من القرن العشرين على مستوى التنظيم الاداري الى معادلة ارتفاع الاجور نسبيا عبر تخفيض العمالة و هذا بدوره ادى الى تقليل قدرات العمال على الضغط على الادارة و رأس المال
و هذا كله ادى الى تعزيز قوة رأس المال ودوره في الانتاج و صار بوسع الطبقات الرأسمالية ان تمارس تحكما شبه تام على موقع و حركة الرأسمال
حاولت القوى الرأسمالية المستقرة(5)وخاصة في الولايات المتحدة الامريكية وانجلترا والتي اصبحت تمتلك رصيدا ضخما من الرأسمال (6)و صارت تواجه تحديا متزايدا من القوى التي استعادت عافيتها في المانيا و اليابان(7) نقول حاولت تلك القوى ان تزيد من معدلات ارباحها بالرغم من هذه المنافسة (8) عبر تحويل معظم الانشطة الرأسمالية الى القطاع المالي و قطاع الخدمات.كانت هذه الخطوة في البداية تستهدف تنمية و زيادة مبيعات المنتجات المصنعة في تلك البلاد عبر توفير الاستثمار اللازم لتمويل واقراض المستهلك لشراء السيارات او البضائع البيضاء(9) و لكن هذا تغير و صار غرضا في ذاته مع تزايد الارباح القادمة منه
في نفس الوقت قام الرأسمال الصناعي الاقل دينامية باعادة توزيع مصانعه ونقلها الى المناطق الاكثر ربحية لانها اقل كلفة عبر انخفاض الاجور فيها. من ثم ظهر الرأسمال الصناعي بمظهر الممول المالي في الولايات المتحدة حتى مع احتفاظه بالشكل الصناعي في عملياته خارج الولايات المتحدة في المصانع المنتشرة في كل انحاء العالم. وادى تزايد التصنيع الرخيص في الخارج و تزايد الربح القادم من التمويل المالي في الداخل الى تضخم رهيب في الارباح الخالصة التي تحصل عليها الطبقات الرأسمالية
و بينما زاد تراكم رأس المال في الدول الاصليةالصناعية تراجعت الاجور و التكاليف الاجتماعية حيث اجبرت القوى الرأسمالية الصاعدة الطبقات العاملة على تحمل تكلفة خفض الكلفة لزيادة القدرة التنافسية للمنتج و ساعدها في ذلك عاملان حاسمان
تواطؤ النقابات العمالية في الولايات المتحدة و تخاذل الاحزاب الاشتراكية الديمقراطية في اوروبا الغربية(10).و زادت الارباح اكثر واكثر بسبب تلك التقلصات المستمرة في الاجور و ربط الاجر بالانتاج بشكل تعسفي و تحالف القيادات العمالية الصفراء مع رأس المال
وتم تعويض الطبقة العاملة الامريكية تعويضا غير حقيقي ووهمي عبر انخفاض اسعار المنتجات الاستهلاكية المستوردة التي ينتجها العمال الاشبه بالعبيد في الدول الحديثة التي تقوم بالتصنيع لحساب الشركات الكبيرة و ايضا عبر اتساع رقعة الاقراض عبر الآليات المالية التي اخذت البنوك توفرها (11).
اي ببساطة حدثت حالة مصطنعة من الرخاء المادي الوهمي
ومع النهب الرهيب الذي حدث للاتحاد السوفيتي السابق وبمساعدة العصابات المحلية التي اثرت ثراءأ فاحشأ في تلك الدول(12)حدث تدفق خيالي للاموال على البنوك الغربية طوال عقد التسعينات في القرن العشرين. و مع تحول الصين لسياسة اقتصادية رأسمالية في بداية الثمانينات (13)و التي تزايدت مع التسعينات تزايدت ارباح الرأسمال الصناعي المنتقل اليها لاجل الاستغلال الرهيب لمئات الملايين من العمال العاملين في ابشع الظروف وباجور لا تتجاوز الكفاف. وهكذا عام القطاع المالي والبنكي في الدول الغربية على اكثر من تريليون دولار نهبت من دول الاتحاد السوفيتي السابقة واضيف لهذا البحر المالي المتلاطم مئات البلايين من الدولارات القادمة من اموال المافيا و النهب والتي اسرعت للبنوك الغربية ليتم غسلها و تبييضها مما ادى الى تضخم رهيب في القطاع المالي والبنكي(14)وخاصة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. و مع تصاعد اسعار البترول نتيجة للمضاربة و التلاعب المستمر في البورصات وكذلك مع زيادة الايجارات و ارتفاع اسعار العقارات ازدادت الاموال المتدفقة و ازدادت السيولة فتحول البحر الى محيط شاسع ضخم. و هكذا وفر النهب و الاستثمار العقاري و المضاربات على اسعار السلع تراكم مالي رهيب لا علاقة له بالانتاج الصناعي الحقيقي. و على الجانب الآخر ادى التصنيع المتسارع للصين وغيرها من الدول الاسيوية الى توفير سوق ضخم لم يسبق له مثيل في التاريخ متاح للصناع الالمان واليابانيين المنتجين للآلات الصناعية و التقنيات المتطورة وفقام هؤلاء بتوفير هذا للمصانع الصينية والفيتنامية
اي ببساطة لم يتحول الرأسمال الامريكي عن التصنيع وانما تحولت الولايات المتحدة كدولة!!!(15) وهذا فرق كبير. فعبر تغيير اماكن الانتاج و نقل المصانع الى الخارج ثم استيراد منتجات مصنعة رخيصة و التركيز على الاقراض و التمويل ازداد تنوع الطبقة الرأسمالية الامريكية وتعددت قطاعاتها وشرائحها. وهذا ادى الى مضاعفة الارباح و تضخم تراكم رأس المال.
وعلى الجانب الآخر تعرضت الطبقات العاملة الى انواع متعددة ومتزايدة من النهب والاستغلال غير المسبوق: فركدت الاجور و زادت الفوائد والعمولات المأخوذة على القروض و انخفض مستوى المعيشة باستمرار مع ازدياد التحول من الاعمال التصنيعية التي تتطلب مهارة وتعطي اجرا عاليا نسبيا الى وظائف الخدمات المنخفضة الاجر.
و كانت العملية الاساسية التي ادت الى الانهيار واضحة لمن يريد ان يرى لقد نمى الرأسمال الغربي اساسا عبر الاستغلال البشع
لدول الاتحاد السوفيتي السابق و امريكا اللاتينية مما ادى الى انخفاض ملحوظ وعميق في مستويات المعيشة في العقد الاخير من القرن العشرين.و ازدادت معدلات التراكم الرأسمالي مع ازدياد الاستغلال البشع الذي لم يسبق له مثيل لملايين العمال في الصين والمكسيك و اندونيسيا والهند والهند الصينية و غيرها من مناطق العالم. و ساعد على هذا التراكم الرهيب ايضا ان الاجور كما اوضحنا سابقا قد انخفضت نسبيا او ركدت في الولايات المتحدة واوروبا الغربية خاصة مع ازدياد معدلات الهجرة غير المشروعة لتلك البلاد مما ساعد على توفير عمالة رخيصة بدون تكاليف اجتماعية يدفعها الرأسمال(16)و ساعد التركيز النظري و السياسي والاعلامي في المانيا واليابان و امريكا اللاتينية و شرق اوروبا على اقتصاديات التصدير باعتبارها الحل الوحيد للنمو(17)على زيادة الاختلال المتصاعد او التناقض الرهيب بين الرأسمال الذي يتزايد تركزه وتمركزه سواء على مستوى التراكم او الملكية و بين الجماهير الغفيرة المتزايدة العدد من العمال ذوي الاجور المنخفضة(18). وهكذا ازداد الاختلال البنيوي على مستوى العالم
وتخطت عملية التراكم الدينامية المتسارعة كل قدرات وامكانيات النسق الرأسمالي شديد الاستقطاب المقسم فلم يعد بوسعه امتصاص الرأسمال في انشطة انتاجية مع توفير معدلات ربحية عالية. وادى هذا الى نمو رهيب متعدد الاوجه لعمليات المضاربة عبر تضخيم اسعار السلع الاولية و الاستثمار العقاري و السندات والاوراق المالية واموال التأمينات و الادخار و تمويل القروض الاستهلاكية و الاستيلاء على الشركات وتفكيكها و كل هذا بدون انتاج حقيقي للقيمة.مع تقلص الاجور و الطفرة الصناعية انخفض الطلب المحلي و زادت حدة المنافسة في السوق العالمي
و قدمت المضاربات المالية في اطار هذه السيولة الهائلة حلا سريعا على المدى القريب :الارباح على اساس الاقراض الرخيص. و اشتعلت المنافسة بين المقرضين فانخفضت اسعار القروض(19)و زادت آليات الاقراض. وامتدت المضاربة على العقارات ايضا الى الطبقات العاملة(20)حيث انتهز العمال المأجورون الذين لا يمتلكون مدخرات شخصية او ممتلكات او اصول ثابتة انتهزوا فرضة وجود قروض سهلة ميسرة لينخرطوا في صفوف الحمى المضاربية ووهم الثراء السريع يحدوهم ويداعب اجفانهم. و بنوا هذه الصروح الوهمية على ايديولوجية خرافية تقول بان اسعار العقارات في صعود مستمر الى الابد(21).و ترددت اصداء الانهيار المحتوم الذي حدث في كل ارجاء النظام لقد انفجرت قاعدة سلسلة المضاربات المتوهمة و حدث انفجار نووي متسلسل اخذ يتسارع صعودا من قاعدة الهرم المضاربي العقاري اي اصحاب العقارات المدينة الذين لا يستطيعون سداد ديونهم ليصل الى البنوك الكبرى والمؤسسات المالية
الضخمة التي كانت تتسابق في التنافس على تقديم القروض و شراء العقارات لاعادة بيعها .وتأثرت كل القطاعات المتنوعة سواء تصنيعية او مالية او تجارية و انخفضت قيمتها جميعا .و تواجه الرأسمالية باكملها اليوم خطر الافلاس التام(22)وشهد الرأسماليون الصينيون و الالمان و اليابانيون الذين يستغلون العمالة ابشع استغلال انهيار اسواق التصدير.
ان الفقاعة المالية المنفجرة هي نتيجة حتمية لفرط تراكم الرأسمال الصمناعي و النهب الفظيع للثروات و الموارد على نطاق عالمي كوكبي. و فرط التراكم هو ظاهرة كامنة في جذور علاقات الانتاج الرأسمالية . انها تعبير عن التناقضات الحتمية بين الملكية الخاصة لادوات الانتاج و الانتاج الاجتماعي على نطاق ضخم و بالتالي التركز المستمر لرأس المال و الذي يصاحبه انخفاض مستمر في مستويات المعيشة و افقار مستمر للطبقات المتوسطة و العاملة
_______________________________
هوامش
بداية اود ان اقول ان هذه الهوامش هدفها الاول هو تقديم صورة واضحة قدر الامكان عبر الامثلة و الاقتباسات عن الموقف الحالي و توضيح المقال و تدعيمه وهي ليست مجرد اشارات مرجعية بل في تقديري هي جزء لا يتجزء من المقال بالعربية
اسامة
(1)كل الحلول المقترحة تجعل العبأ اساسا على دافع الضرائب او كما قال العامل النقابي جورج شوتويل في مقال له حول عواقب افلاس الشركات الصناعية الكبرى في امريكا عندما تراكمت الارباح تناقصت اجورنا والآن وهم على شفا الافلاس علينا ان ندفع لانقاذهم
ببساطة يطالب الرأسمال الذي يقوم بالتهرب من دفع الضرائب و يرعى الفساد السياسي عبر تمويل حملات القيادات السياسية في كل مكان لضمان ان يعملوا لمصلحته ان يقو م العمل المأجور بدفع تكلفة الازمة والركود و التراجع وطبعا يسارع الكثيرين من الخبراء والمحللين بالكلام عن الانتماء و القومية وديون مصر كما حدث في الثمانينات
يعني ببساطة مرة اخرى الشباب الحلو الروش يستلف ويروشن و يعيش و الناس البيئة تدفع لما تروح السكرة وتأتي الفكرة
(2)الخطة المالية المقترحة من قبل برنانكي رئيس الاحتياطي الفدرالي او ما يعادل البنك المركزي الامريكي وجايثنر وزير الخزانة و كلاهما من عملاء وولستريت وارباب البنوك و الشركات والمؤسسات المالية الكبرى تعني اساسا ان تشتري الحكومة الامريكية اي دافعي الضرائب اي العمل المأجور كما اسلفنا كل الاوراق المالية التي لا تساوي قيمة الحبر المطبوعة به لرفع قيمتها التي لن ترتفع و دون المساس اطلاقا بالبنوك او تلك المؤسسات التي رفعت حكومة اوباما شعار
انها اكبر من ان يسمح لها بالانهيار
يراجع في هذا الصدد مقالات مايكل هدسونو مايك ويتني في كاونتربانش
ايضا يمكن مراجعة مقالروبرت وايسمان في نفس الموقع و عنوانه الطيب والشرس والقبيح
(3)يمكن مراجعة مقالبول كريج روبرتس حول انهيار برايتون وودز و الغاء الغطاء الذهبي و اعتبار الدولار العملة الاساسية للتحويل الدولي او الاحتياطي النقدي العالمي وهو ما حدث مع الازمة العالمية في بداية السبعينات و التي حدثت ايضا كأزمة دورية و زادت من حدتها عوامل اخرى من بينها تكلفة حرب فيتنام و ايضا ارتفاع اسعار النفط بعد حرب اكتوبر
(4) دخول عالم الاتمتة و زيادة دور الآلات الحاسبة و ايضا تقلص دور الصناعة التي تعتمد على العمل المكثف مثل التعدين وخاصة مع انخفاض اسعار المواد الخام في الثمانينات من القرن الماضي و كل هذا ادى الى ضعف قدرة الطبقة العاملة على المناورة و الضغط وقد نتذكر جميعا فشل اضراب عمال المناجم بقيادة ارثر سكارجيل في انجلترا و ايضا فشل الاضرابات العمالية المتوالية في ايطاليا وفرنسا
(5)اي القوى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية وهي الحرب التي شهدت ما اسماه سمير امينتحول مركز الثقل الاستعماري غربا من المتوسط الى الاطلسي في كتابه "البحر المتوسط في النسق العالمي" والصادر عام 1988 (بالمشاركة مع فيصل ياشير)و اتصور ايضا انها شهدت دخول العالم الى عصر الرأسمالية الكوكبية او العولمة وهي حرب ما بعد الكساد العظيم و في تقديري آخر الحروب الكبرى بين القوى الاستعمارية الا إن ظهر شخص مجنون لا يبالي بدمار البشرية فيما يعرف احيانا باسم الخيار شمشون هو ما تنبأ به تشومسكي في كتابه "مثلث المقادير"الصادر عام 1983
(6)يحدث هذا نتيجة عمليات اعادة تدوير الدولار و يرجع هنا الى مقال مايكل هدسون موعد في يكاترينبورج و التي يتحدث فيها عن اجتماعات مجموعة شنغهاي في يونيو 2009 و من ثم مجموعة البريك اي البرازيل روسيا الهند الصين و طرح فكرة التخلي عن الدولار و اعتماد وحدة الصرف المعادلة بالبنك الدولي بوصفها العملة الاستراتيجية الاحتياطية
(7)استعادت اليابان والمانيا عافيتهما بسبب حرب فيتنام اساسا و يمكن فهم هذا من خلال ان الحروب الامبريالية التي تدخلها الولايات المتحدة للحفاظ على امبراطوريتها و توسيعها و دور القبضاي الذي تقوم به تحت مسميات مختلفة منذ بداية القرن العشرين و الذي استشرى بعد الحرب العالمية الثانية يؤدي الى زيادة التراكم الرأسمالي في دول تستفيد كثيرا من هذا الانفاق العسكري المتزايد الذي تعتمد عليه الولايات المتحدة لفرض سيطرتها وهو ما حدث في حرب فيتنام التي ادت الى انتعاش كل من الاقتصاد الياباني و الالماني وتعنتمد الولايات المتحدة على آلية الدولار كعملة احتياطية عمومية لاستعادة ما تنفقه ببذخ على قوتها العسكريةو هو الامر الذي لا تستطيعه تماما اليوم في حالة هذه الازمة التي نحن بصدد تحليلها
(8)يمكننا ان نفهم هذا ببساطة من خلال فهمنا لقانون البحث عن اعلى ربحية بوصفه القانون الاساس للنظام الرأسمالي
(9) مصطلح يعني البضائع الاستهلاكية الفاخرة والتي تتحول الى ضروريات حياتية مع آلة الدعاية الشرسة الضخمة التي تصور انه من الضروري امتلاك هذه الاشياء
راجع قاموس التنمية او مقالات اسامة القفاش عنه
(10)قصة خيانة الاحزاب المسماة بيسار الوسط للطبقة العاملة والطبقات الشعبية بشكل عام تظهر كاوضح ما يمكن مع توني بلير دلدلول جورج بوش و الشوبش الخاص به في مجال تسويق الحروب و الاكاذيب
(11)الحمى الاستهلاكية و اجواء الحلم الكاذب عبر فكرة الاقتناء و الماركات المعينة و الوصول للثراء باسهل الطرق عبر المسابقات الخرافية و اليانصيب وخلق وهم الوفرة و ان التميز ياتي من اقتناء اشياء معينة كل هذا يصير الوعاء القيمي للمجتمع ما بعد الاستهلاكي هذا و الذي ينبني اساسا على الاقتراض المستمر
(12) المقصود هنا اناتولي تشوبايس و عصابته اثناء حكم يلتسين و يمكن الرجوعلمقال د.ايمان يحيى حول هذا الموضوع
(13)التحول الصيني الى استخدام آليات اقتصادية تشابه آليات الاقتصاد الرأسمالي مع الابقاء على سيطرة الحزب الشيوعي الصيني على الحكم حدث مع وصول دينج هسياو بنج و هزيمة ما سمي بعصابة الاربعة بعد موت ماو و قد رفع بنج شعار عدم اهمية لون القط طالما كان يصيد الفئران..من المهم جدا رؤية الصين في اطار مختلف عن الاطار الرأسمالي التقليدي لاسباب عديدة بينها عدم ترسخ طبقة بعينها كطبقة رأسمالية ترث وتورث. التراث الصيني في البيروقراطية عريق وعتيق ويعود الى كاقبل الكونفوشيوسية حتى
(14)هنا نوجه الانظار الى الدور الذي لعبته و تلعبه اموال الفساد و السوق السوداء التي تحتاج الى غسيل مثل المخدرات و السلاح و الدعارة وغير ذلك بل وتحول بعض هذه المهن الى نوع من الرفاهية ومهن محترمة
(15)يؤكد هنا بتراس على التفرقة بين الطبقات الحاكمة و البلاد و بالتالي نعود مرة اخرى الى اساس نظرية ماركس الذي طوره لينين في الدولة والثورة عن دور جهاز الدولة كاداة في يد الطبقات الحاكمة
(16)تلعب الهجرة غير المشروعةدورا هاما في ضرب سوق العمل عن طريق توفير عمالة ارخص و اكثر قدرة على الخضوع من العمالة المحمية بالنقابات و المنظمة المواطنة ولذا نجد انها قد صارت سلاحا ذوحدين في الدول التي تستشري فيها من امريكا الى اوروبا الغربية فمن جهة لا غنى عنها لتوفير العمالة الرخيصة وتهديد العمالة الموجودة المنظمة ونزع مكتسباتها و من جهة تمثل ايضا خطرا على البنية التحتية بالمعنى الغربي من حيث انها تقدم بيئة خصبة للجريمة المنظمة والمشاكل الاجتماعية
(17)هنا يمكننا ان نتذكر الشعارات البلهاء التي انطلقت في مصر في التسعينات عن التصدير او الموت و غير ذلك من بلاهات
(18)هنا يتكلم بتراس عن نظرية الافقار المطلق الماركسية والتي طورها كما ذكرنا في الجزء الاول الاقتصادي الماركسي الفرنسي كريبو الى فكرة الافقار النسبي . حيث تقوم دول المحيط كما في نظرية سمير امين بتوفير العمالة الرخيصة و المواد الخام قليلة الثمن مقابل توفير بعض الفتات للعمالة المواطنة من ذوات الياقات البيضاء
(19)يتخلق الوهم ويزداد لدى المواطنين بشكل عام عبر الآليات الاعلامية التي تلح على حلم الثراء و حلم الامتلاك و سهولة كل شيء فيتم تخليق ما اسماه جرامشي الحس العام حيث يؤمن الناس بافكار تتناقض مع مصالحهم الطبقية بل و يدافعون عنها و هم لا علاقة لهم بها. و هكذا نرى حمى الشراء و حمى الماركات و حمى الاقتناء وتصبح القيمة الاساسية للانسان هي في ملبسه او سيارته الخ...و تظهر اشياء مثل ضغوط الصحبة حيث يضطر الشباب مثلا لمسايرة الشلة و يؤدي هذا لضغوط مادية عامة و من ثم انحراف و فساد الخ و القصص في هذا الصدد لا تنتهي
(20)يمكن هنا ان نتذكر بوضوح خطاب لينين البسيط الى الفلاحين الاوكران الفقراء
و ايضا كتابه الشهير الى الفلاحين الفقراء
(21)لا تعليق الا سبحان من له الدوام
(22)هنا نضرب امثلة من البنوك التي انهارت فجأة مثل ليمان و من الدول التي افلست كايسلندا والمجر و غيرهما و الشركات الصناعية الكبرى التي انهارت مثل ديناصورات السيارات الامريكية

هذا هو الجزء الثاني من المقال و سيتبعه الجزء الثالث قريبا ان شاء الله
التعليقات و الاحالات مهمة لمن يريد رؤية الصورة العامة بشكل اكثر وضوحا و اقل اعتاما
خالص التحيات
اسامة
يونيو 2009

Viewing all articles
Browse latest Browse all 80