Quantcast
Channel: ossama-elkaffash-articles
Viewing all articles
Browse latest Browse all 80

Article 6

$
0
0

الانسان و الفرد و المواطن

مفاهيم ثلاثة مختلفة و لايصح ان تستخدم وكأنها متشابهة

________

مدخل:

عن الاختلاط المفاهيمي و اهمية الدقة

هناك خلط مفاهيمي مستمر يحدث كثيرا عند الكلام على موضوعات شتى سواء في حياتنا اليومية او حتى في المقالات العلمية...مثلا هناك خلط بين مفهوم التجريم و مفهوم التحريم و مفاهيم الحلال و المستحب و المكروه و الحرام و مفاهيم العرف و التقاليد و غير ذلك كثير

هذا الخلط المفاهيمي يؤدي الى الاضطراب و انعدام التواصل و عدم القدرة على الضبط و ايضا يؤدي الى سيادة الكليشيهات و الاقوال العامة الخالية من المعنى او ما اعتاد الناس على تسميته بالانشاء يعني الكلام الفارغ بالبلدي

تحديد المفاهيم و ضبطها و ضبط الفروق بينها يؤدي الى الوضوح و بالتالي الالتزام و الدقة و الاتقان و يجنب المرء الكثير من الظن والمشاكل

الفرد

Individual

المواطن

Citizen

الانسان

Human

مفهوم الفرد

في اللغة

جاء فيمختار الصحاح مادة ف ر د

الفَرْدُ الوتر والجمع أفراد و فُرادَى بالضم على غير قياس

كأنه جمع فردان و الفَرِيدُ الدر إذا نظم

وفصل بغيره وقيل فَرائدُ الدر كبارها

ويقال جاءوا فُراداً و فُرادَى منونا وغير منون

أي واحدا واحدا و فَرَد بمعنى انْفَرد يَفْرُد بالضم فَرادةً بالفتح و تَفَرَّدَ بكذا و اسْتَفْرَدَهُ انفرد به

2 في العلوم الاجتماعية

ظهر مفهوم الفرد في العلوم الاجتماعية مع نهايات القرن الثامن عشر و اشتقت

المفردة الانجليزية من اصل لاتيني قروسطي

ارتبط المفهوم عند فلاسفة التنوير الفرنسيين بفكرة الفردانية و التفرد

وهو يرتبط كثيرا بمفهوم الهوية و من ثم بمفهوم المجتمع و في الرؤية الماركسية يرتبط بصعود البورجوازية وظهورها كطبقة ثورية تستهدف الاطاحة بالنبالة و الاقطاع و اقرار الحقوق الاجتماعية والاقتصادية لك فرد في المجتمع بصرف النظر عن اصله و عرقه. و ظهور الكينونة الفردية مرتبط في اوروبا بظهور ونمو ثم سيطرة البورجوازية. بمعنى ان الكلام عن حقوق الفرد انما هو كلام عن حقوق اجتماعية واقتصادية بالاساس

و نلاحظ ان ما يسمى الحقوق الاقتصادية للانسان او الجيل الرابع من حقوق الانسان قد بدء في الظهور
في النصف الثاني من القرن العشرين وتبلور في

ميثاق الحقوق الاقتصادية والاجتماعية

و هنا نحن نتكلم عن علوم غربية حداثية بالاساس اي وضعت في الغرب بالمعنى الفلسفي للكلمة لا بالمعنى السياسي او الجغرافي. ووضعت في عصر الحداثة بالمعني الفلسفي ايضا و استخدامنا العربي المعاصر له يرتبط بكل هذا و لا يرتبط بالضبط بالمعنى المعجمي الاصلي كما هو واضح.
الحاصل

هنا ان مفهوم الفرد كمفهوم اجتماعي يختص بحالة الفرد في الجماعة

الفرد هنا حالة اجتماعية تعبر عن مفهوم لشخص من بني البشر يعيش في مجتمع اي

في حالة اجتماع وتكوين جماعة

ومن ثم فان مجموعة الافراد هي الجماعة .

و عند

علماء الاجتماع وعلماء النفس سنجد كثير من الطروحات بصدد تكوين الجماعات ودورها في حياة البشر و اهدافها و هذا ما لسنا بصدده و المراد بالتحديد التأكيد على ان مفهوم الفرد مفهوم اجتماعي و انه مشتق من وجود الفرد في جماعة!!!

و من ثم فهناك حالة اسبق على وجوده وهي وجود الفرد في ذاته وهذا ما

نعبر عنه بمفهوم الانسان وهو بالتالي مفهوم فلسفي يعبر عن تواجد فيزيقي هو الجسد البشري.

مفهوم الانسان

في اللغة

جاء في

مختار الصحاح

أ ن س: الإنْسُ البشر والواحد إنْسِيٌ بالكسر وسكون النون و أَنَسِيٌ بفتحتين والجمع أنَاسِيُّ قال الله تعالى {وأناسي كثيرا} وكذا الأَنَاسِيَةُ مثل الصيارفة والصياقلة ويقال للمرأة أيضا إنْسانٌ ولا يقال أنسانة وإنسان العين المثال الذي يرى في السواد وجمعه أَنَاسِيُّ أيضا وتصغير إنسان أُنَيْسَانٌ قال بن عباس رضي الله عنه إنما سمي إنسانا لأنه عهد إليه فنسي و الأُنَاسَ بالضم لغة في االناسِ وهو الأصل و الأَنِيسُ المؤانس وكل ما يؤنس به وما بالدار أنيسٌ أي أحد و آنَسهُ بالمد أبصره و آنَسَ منه رشدا أيضا علمه وآنس الصوت أيضا سمعه و الإيناسُ خلاف الإيحاش وكذا التأْنيسُ وكانت العرب تسمي يوم الخميس مُؤْنِساً و يُونُسُ بضم النون وفتحها وكسرها اسم رجل وحكي فيه الهمز أيضا و الأَنَسُ بفتحتين لغة في الإنس والأنَسُ أيضا ضد الوحشة وهو مصدر أنِسَ به من باب طرب و اَنَسةً أيضا بفتحتين وفيه لغة أخرى أنَسَ به يأنس بالكسر أُنْساً بالضم

في العلوم الانسانية والقرآن

جاء ذكر الانسان في القرآن الكريم 65مرة اقترن فيها ذكره بصفات كثيرة

المقصود هنا رؤية ان الاستخدام القرآني للكلمة كان عموميا وليس في محل اقتصادي او اجتماعيو الانسان كمارأينا في اللغة اسم جنس اي لا يؤنث ولا يذكر وهذا امر مهملان هذا يجعل من المفهوم مفهوما اصوليا انطولوجيا بالمعنى الفلسفي للانطولوجية اي اصل الاشياء و هو هنا يعبر عن التواجد الفيزيقي للانسان او الشخص من بنيالبشر و هذا التواجد الفيزيقي هو ما يعرف بالجسد و بالطبع النفس و الروح.. نخلص مما سبق الى ان مفهوم الانسان مفهوم فلسفي بالاساس و عندالكلام عنه نتكلم ايضا عن حرمة النفس البشرية و حرمة الجسد الذي هو التعبير الفيزيقي عن الانسان.


مفهوم المواطن


في اللغة

جاء في مختار الصحاح

و ط ن: الوَطَنُ مَحَل الإنسان و أَوْطَانُ الغنم مرابضها و أَوْطَنَ الأرض و وَطَّنَها و اسْتَوْطَنَها و اتَّطَنَها أي اتخذها وطنا و تَوْطِينُ النفس على الشيء كالتمهيد و المَوْطِنُ المشهد من مشاهد الحرب قال الله تعالى"لقد نصركم الله في مواطن كثيرة".

في العلوم الانسانية

من هذا التعريف سنجد ان مفهوم المواطن اي مستوطن الوطن مفهوم حديث جدا في الفكر العربي فلا وجود ه في المعجم. هنا نجد ان الاستدلال بالغياب مهم فمن الواضح ان المفهوم مترجم وعندما نرى انه مفهوم مترجم عن
citizen

اي قاطن المدينة و تفكيك الاشكالية تماما يعيدنا لاصل المفهوم

فاصل المفهوم اغريقي يعود لساكن المدينة/الدولة

. بمعنى ان مفهوم المواطن هومفهوم سياسي يتكلم بالاساس عن حقوق ممارسة العمل السياسي في دولة معينة و التمتع بما يضفيه عليه هذا الحق من حقوق واداء ما عليه من مسؤوليات وواجبات تجاه هذه الدولة.ارتباط المفهوم اساسا بمفهوم المواطنة اي حق الانسان/الفرد في الانتماء لدولة ما و بالمفهوم الحداثيلدولة قومية

Nation-state

والترجمة العربية الحديثة رأت فكرة الدولة لانه ارتبط كمفهوم بحقوق الانسان السياسية فيالدولة.


ما نريد ان نخلص اليه في هذا العرض السريع هو ان المفاهيم الثلاثة لا

تترادف و ان كل منها يستخدم في مجال معين ومن ثم له مستدعيات فالانسان كمفهوم اصولي انطولوجي يستخدم في حقل الفلسفة والنظريات العامة اوالسرديات الكبرى و عند الكلام عن حقوق الانسان يجب ان نعي اساسا اننانتكلم عن احترام الجسد و حرمانيته

اما الفرد فهو مفهوم اجتماعي/ اقتصادي يتعلق بحقوق الشخص في الجماعة البشرية التي قد تكون اكبر او اصغر. من الوطن او الدولة او لا ترتبط بهما اساسا ومعظم الكلام عن الحقوق هنا هو كلام عن حقوق اجتماعية و اقتصادية مثل حق العمل و حق السكن وحق التعليم وحق الصحة الخ
اما المواطن فهو مفهوم سياسي /قانوني بالاساس و لذا الكلام عن حقوق سياسية قانونية مثل حق الانتخاب وحق الترشيح و حق التظاهر الخ

اتمنى ان نتوخى الدقة عند استخدام هذه المفاهيم و هذا لان التدقيق جزء من الاتقان والله اعلم


Viewing all articles
Browse latest Browse all 80