تروي كتب الاثر عن كيف سمح الامام مالك لتلميذه الشافعي بالافتاء و القصة جديرة بالتأمل. فيروى ان رجلا يبيع الطيور المستأنسة سأل الامام مالك في يمين اقسمه بطلاق امرأته ان كان الببغاء يصمت فرد مالك طلقت زوجتك ولكن الشافعي وكان صبيا استشهد بحديث الرسول عليه افضل الصلاة و السلام عندما سألته امرأة عن خاطبين فاجابها اما معاوية فصعلوك لا مال له واما ابو دجانة فلا يدع عصاه عن عاتقه . و فسر الشافعي انه بالتأكيد كان يضع عصاه ولكنه اغلب الوقت يحملها لذا فان كان الببغاء صياحه اكثر من صمته فلا تثريب على الرجل. فاجازه مالك
القصة توضح لنا كيف تجاوز التلميذ ظاهر الحديث و توصل الى بنيته الداخلية اي هيكله الاساس الذي يقيمه و استخدم هذا الهيكل لتقديم فتوى للرجل تخالف فتوى استاذه و هنا نجد انفسنا امام بنية تعليمية مختلفة حيث نقل المعرفة متبادل و لا يقف عند حالة استاذ------تلميذ في اتجاه واحد بل عملية جدلية فالحديث سمعه الشافعي/ التلميذ من مالك / الاستاذ و تذكره في سياق معين و لم يستخدمه الاستاذ و ربما لم يجده الاستاذ مفيدا في هذا السياق لكن التلميذ رأي رأيا مغايرا ومن ثم قد يخالفه الاستاذ و لكنه رأى قدرته على استشراف البنية و سبر غور النص للوصول لبنية يستخدمها للقياس عليها
و الله اعلم
و نواصل فيما بعد
القصة توضح لنا كيف تجاوز التلميذ ظاهر الحديث و توصل الى بنيته الداخلية اي هيكله الاساس الذي يقيمه و استخدم هذا الهيكل لتقديم فتوى للرجل تخالف فتوى استاذه و هنا نجد انفسنا امام بنية تعليمية مختلفة حيث نقل المعرفة متبادل و لا يقف عند حالة استاذ------تلميذ في اتجاه واحد بل عملية جدلية فالحديث سمعه الشافعي/ التلميذ من مالك / الاستاذ و تذكره في سياق معين و لم يستخدمه الاستاذ و ربما لم يجده الاستاذ مفيدا في هذا السياق لكن التلميذ رأي رأيا مغايرا ومن ثم قد يخالفه الاستاذ و لكنه رأى قدرته على استشراف البنية و سبر غور النص للوصول لبنية يستخدمها للقياس عليها
و الله اعلم
و نواصل فيما بعد